أعلن البيت الأبيض، الإثنين، تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس المثيرة للجدل لمنطقة الشرق الأوسط، إلى منتصف يناير المقبل، عقب ساعات من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به مصر لمجلس الأمن يقضي ببطلان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأخفق مجلس الأمن الدولي، في اعتماد مشروع القرار المصري بالمتعلق، الذي حصل على أغلبية 14 دولة مقابل الفيتو الأمريكي.
وكان بنس ينوي زيارة مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، من دون التوجّه إلى الأراضي الفلسطينية، بعد الجدل الذي أثاره قرار ترامب بشأن القدس واندلاع الاحتجاجات في جميع العواصم العربية ، ورفض الرئاسة الفلسطينية استقباله.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الكنيسية القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثاني، قد أعلنوا عن رفضهم لقاء بنس خلال زيارته للشرق الأوسط، وذلك احتجاجًا على القرار الأمريكي بشأن القدس.
قانون الإصلاح الضريبي
وقال مكتب بنس إن نائب الرئيس قرر تأجيل الزيارة لضمان تمرير مجلس الشيوخ لقانون الإصلاح الضريبي، الذي من المقرر أن يجري التصويت عليه في الكونجرس الأسبوع الجاري.
وينص الدستور الأمريكي على أن لنائب الرئيس الحق في التصويت في مجلس الشيوخ في حال كان هناك تعادل في الأصوات.
وقال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية إن "التصويت على القانون الضريبي في وضع جيد، لكننا لا نريد المخاطرة"، بحسب وكالة رويترز.
وسيترك غياب السيناتور جون ماكين، العائد إلى أريزونا لمتابعة علاجه من مرض السرطان، الجمهوريين بغالبية بهامش بسيط في مجلس الشيوخ.
وبسبب فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تجاوز العديد من العوائق التشريعية لإقرار خططه، بات هذا القانون بالنسبة له أساسيا لتأمين قاعدته شعبيته والسياسية.
وأضاف المسئول "هناك بعض الأعضاء في مجلس الشيوخ لن يتمكنوا من التصويت، لذا فإن نائب الرئيس يرى أنه من المهم أن يوجد هناك".
ويتوقع المسئول أن يتم التصويت على حزمة التشريعات الضريبية الثلاثاء أو الأربعاء.
الاحتجاجات والزياة
ونفى مسئولون أن يكون قرار بنس تأجيل زيارته للشرق الأوسط بسبب موجة التظاهرات التي ضربت المنطقة بعد اعتراف ترامب المثير للجدل بأن القدس عاصمة لإسرائيل وتعهده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وأدى قرار ترامب إلى موجة من الاحتجاجات، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة فتح لتنظيم تظاهرات احتجاجاً على زيارة بنس للبلاد.
ووصف الرئيس محمود عباس القبول بدور أمريكي وسيط في عملية السلام "بالجنون"، وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس إن "استخدام الفيتو الأمريكي مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي لأنه استهتار به".
وأضاف أبو ردينة أن "هذه الخطوة الأميركية سلبية وفيها تحدٍ للمجتمع الدولي، وستسهم في تعزيز الفوضى والتطرف بدل الأمن".
وقبل تصويت مجلس الأمن بقليل، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه اضطلاع واشنطن بأي دور في عملية السلام.
